كتب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مقالاً بعنوان “نَعَمْ نَصْرٌ مرٌّ…”، أشار فيه إلى أنه “في العادة يستنفر النصر مشاعرَ فرحٍ، تنتفخُ فيه الأنا، يزدهي به المنتصرون، تعبّر الثقة عن نفسها بخُيَلاء، تزدحم الساحات بالمهنئين، تعلو الأصواتُ، تتدفق التصريحات، و يكثر الأدعياء، ويتنافس أهل الرأي والفكر وخبراء السياسة والتاريخ في تحليل النصر وأسبابه وأبعاده وفي التنبيه من بعض ما قد يسيء إلى أهدافه”.
وأكد النائب رعد “وفي العادة أيضًا: إنّ النصرَ نجاحٌ في تحقيق الأهداف، أو في منع العدو من إنجاز ما يبتغيه جراء عدوانه. ويكفي تحقّق أحد هذين الأمرين حتى يستشعر الناس مذاق الانتصار”.
وتابع في مقاله له. “وعليه، ورغم ذلك كله، فإنّ مذاق الانتصار هذا يستشعره أهلُهُ مرًّا هذه الأيام، فضلًا عن الآخرين.
وشدد على أن “المقاومة الإسلامية في حربها ضد العدو الصهيوني سواء في دعمها وإسنادها لغزة وشعبها الأبي الصابر والمحتسب أو في تصدّيها للحرب العدوانية الصهيونية التي استهدفت احتلال أراضٍ لبنانية وإنهاء وجود المقاومة وقدراتها وترسيم موازين جديدة للشرق الأوسط الجديد الموهوم، في كلا الحربين أو المرحلتين أحبطت المقاومة الأهداف الأهم لدى العدو وأربَكَت عدوانه وشتّتت أولوياته واضطرّته في نهاية الأمر إلى وقف إطلاق النار وفق اتفاق مع لبنان لم يمس القرار 1701 المعمول به منذ حرب تموز 2006، لكنّه سجّل بعض المكتسبات التكتيكية ليُغطّي فشلًا وخيبة مُرّة جَدّدت له في بلدة الخيام عقدةً تاريخية جديدة تُضاف إلى عقدة بنت جبيل في تموز 2006، حيث لم يستطِع أن يُلغي عن كيانه وصمة أنّه أوهن من بيت العنكبوت”.
ولفت النائب محمد رعد “وفي حين لم يتمكن من إعادة المستوطنين إلى الشمال إلا وفق اتفاق مع لبنان، فإنّه في غزة قد لا يستطيع استعادة المخطوفين أبدًا إذا لم يستجب لاتفاق أيضًا مع حماس وبموافقتها أيضًا”.
كما أكد النائب محمد أن “استشهاد سيد المقاومة وقائدها والناطق باسمها والرمز المحبوب وصاحب الصدقية في كل ما يقول ويفعل ويبشّر ويتوعد. وقد جاء الاستشهاد في بداية احتدام المواجهة مع العدو الصهيوني وفي سياق تنفيذه لاعتداءات متتالية وغادرة وممنهجة وخلال فترة لم تتجاوز الشهر الواحد، طاولت أهدافًا منتخبة وتمسّ بيئة المقاومة عبر مذبحة البايجرات، وقيادات فاعلة فيها من الصف المتقدّم وصولًا إلى استهداف سماحته بشكل مباشر مع عدد من القياديين. ثمّ أتبع ذلك بعد أسبوع واحد فقط باستهداف العضد والمعتمد السيد هاشم صفي الدين القائد المجاهد وصاحب المهام الصعبة والمعقّدة في حزب الله”.
وقال النائب محمد رعد “إنّ هذا لِوَحدِه لو أصاب جيشًا قويًا نظاميًا أو دولة من الدولة، لصدّع البنيان وهدم الهيكليات وأحدث اضطرابًا لا قدرة على احتوائه. فيما استطاعت بنية حزب الله أن تمتصّ المفاعيل المباشرة لهذه الاستهدافات، وأن تُرمّم مؤقتًا بعض المواقع والتصدّعات وعاودت الإمساك بمتطلبات التحكم والسيطرة، ضمن الحدود التي تتيح للمقاومة مواصلة مهامها في الميدان والتصدي المباشر لمراحل العدوان الصهيوني المعروف والمقدّر، والذي تمّت من قَبل التحضيرات والبدائل لمواجهته بإشراف وإمضاء سماحة الحبيب القائد والشهيد الأسمى على طريق القدس السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه”.
وختم النائب محمد رعد مقالته قائلا “صحيح أنّ ثمن الانتصار على العدو باهظٌ ومرتفع، لكن يبقى أنّ حِفظ الكرامة وبقاء المقاومة ونهجها وصَونَ السيادة الوطنية أغلى وأهمُّ من كل التضحيات.
شاهد أيضاً
بقائي: تم إبلاغ تركيا برسالة إيران الواضحة والصريحة
أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى زيارة عراقجي إلى تركيا، وقال، تم إبلاغ تركيا …