اعتقل النظام البحريني الشيخ علي الصددي خطيب وإمام صلاة الجُمعة في جامع الإمام الصادق (ع) بالدّراز غربي العاصمة المنامة، في ظل حملة إرهابية ضد المتضامنين مع غزة ولبنان، وكانت السلطات الأمنية البحرينية قد استدعت الشيخ الصددي لمبنى المباحث الجنائيّة للتحقيق، يوم الجمعة 11 تشرين الأول 2024 على خلفيّة خُطبةِ صلاة الجُمعة المركزيّة في جامع الإمام الصادق (ع)، وسط حصارٍ أمنيٍّ مشدّدٍ فرضته العناصر التابعة لوزارة الداخليّة البحرينية، في محيط الجامع وعلى مداخل البلدة.
وكان الشيخ الصددي قد أكد في خطبة الجمعة أن عملية طوفان الأقصى التي نفّذتها المقاومة الفلسطينيّة في السّابع من تشرين الأول 2023، مرّغت أنف العدو الغاصب الصّهيوني في الوحل، وأدان جرائم الإبادة الجماعيّة المُمنهجة التي يرتكبها هذا الكيان ضدّ الشّعب الفلسطينيّ الأعزل، والغطرسة الصّهيونية بالتهديد باستهداف المراجع الدينيّة، كما أشاد بالمقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان ضدّ الكيان الصهيونيّ حليف حكومة البحرين، ونوه بجبهة لبنان الإسنادية، وأبّن قادتها الشهداء، فاعتقلته السلطات الأمنية في نفس اليوم.وكانت قد أقيمت تظاهرة حاشدة في منطقة صدد نددت باعتقال الشيخ الصددي على خلفية خطبة الجمعة التي ندد فيها بجرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان.
من جانبه استنكر نائب أمين عام الوفاق الشيخ حسين الديهي ما أسماه “تواطؤ النظام البحريني مع الصهاينة دون خجل، وقمعه للشعب”، مشيرًا إلى أن محاولة منع المصلين للتوجه لصلاة الجمعة واعتقال إمام جامع الإمام الصادق العلامة الشيخ علي الصددي محاولة لـ “كسر إرادتهم وإخضاعهم لمخططاته القمعية”.وقال إن ما يحصل في البحرين قمع وإسكات للأصوات المطالبة بالعدالة والحرية باستخدام وسائل البطش والعنف “يعيد للأذهان دور الأنظمة المتواطئة التي تتخلى عن قضايا أمتها وتسير في ركاب العدو”،وأضاف “هذا النظام، الذي لم يكتف بجرائمه ضد شعب البحرين المسالم، بات اليوم شريكاً في قمع كل صوت يناهض الكيان الصهيوني الغاصب، ليظهر وجهه الحقيقي أمام العالم كحليف للعدوان”.
وأكمل “لقد خرج شعب البحرين الباسل للتعبير عن سخطه واستنكاره لجرائم الكيان الصهيوني الغاصب، معلناً تضامنه مع شهداء الأمة، وعلى رأسهم الشهيد المقدس والأغلى السيد حسن نصر الله، رمز المقاومة والصمود، لكن بدلاً من أن يقف النظام البحريني إلى جانب حق الأمة في مقاومة الاحتلال والظلم، نجد قواته الأمنية -كما هو متوقع وبما يشبه عقيدتها- تلاحق المتظاهرين في الشوارع وتمنعهم من حقهم في التعبير المشروع بل وتلاحق كل من يحاول رفع صوته ضد الاحتلال الصهيوني”.وتابع “لم يتوقف هذا القمع عند حدود قمع التظاهرات، بل امتد ليطال صلاة الجمعة، ففي مشهد يفضح نوايا النظام المستبد، قام بمحاولة منع المؤمنين من الوصول إلى صلاة الجمعة، التي تعتبر حقاً دينياً مقدساً، وحينما أصرّ المؤمنون على إقامة صلاتهم، استخدم النظام وسائل الترهيب والاعتداء عليهم، بل واستدعى إمام الجمعة سماحة العلامة الشيخ علي الصددي واعتقله تعسفاً في محاولة لكسر إرادتهم وإخضاعهم لمخططاته القمعية”.
وختم بالقول “إننا اليوم أمام مرحلة تاريخية خطيرة، حيث يقف النظام البحريني في صف الأعداء الصهاينة ضد شعبه وضد كل من يرفع راية المقاومة ولكن هيهات هيهات هيهات.. فإن تلاحم شعب البحرين مع قضايا الأمة، ورفضه للتطبيع مع الكيان الغاصب، لهو دليل حي على أن هذا الشعب سيظل دائماً في طليعة المدافعين عن الحق والعدل، وإن رسالتنا واضحة: سيظل شعبنا حراً وستظل مقاومة الاحتلال شرفاً لا يمكن التفريط فيه، مهما بطش النظام واعتقل وعذب ولاحق المدافعين عن الحقوق والمناصرين للمقاومين للاحتلال الصهيوني الغاشم” على حد قوله.