“الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي اغتال ضيفنا العزيز في بيتنا وأحزننا، لكنه مهّد الارضية لتلقي عقوبة قاسية.. من واجبنا أن نثأر لدمه في هذه الحادثة المريرة، لانها وقعت على ارض الجمهورية الإسلامية”. هذا كان جانبا من البيان الذي عزى فيه قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي في استشهاد المجاهد الكبير السيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران فجر الاربعاء .
رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران مسعود بزشكيان، اصدر ايضا بيانا نعى فيه “شريك ايران في الأحزان والأفراح والرفيق الدائم على درب المقاومة قائد المقاومة الفلسطينية الشجاع وشهيد القدس إسماعيل هنية”، واكد ان: “الجمهورية الاسلامية ستجعل المحتلين الارهابيين يندمون على اغتيال الشهيد هنية”.
كما جاء في البيان الثاني الصادر عن حرس الثورة الاسلامية حول جريمة الاغتيال الغادرة للشهيد اسماعيل هنية :” لا شك أن جريمة الكيان الصهيوني هذه ستواجه رداً قاسياً ومؤلماً من جبهة المقاومة القوية والعظيمة، وخاصة إيران الإسلامية”.
من الواضح ان محاولة التغطية على الإخفاقات المشينة في العدوان على غزة منذ تسعة أشهر، كانت سببا رئيسا وراء عودة الكيان الاسرائيلي الى سياسته القائمة على الاغتيالات، وان تزامن جريمة اغتيال الشهيد هنية في طهران ، ومحاولة اغتيال القائد فؤاد شكر “الحاج محسن” في الضاحية الجنوبية لبيروت، والعدوان على مواقع الحشد الشعبي في منطقة جرف الصخر في العراق، جاءت تأكيدا على هذه الاخفاقات والطبيعة الارهابية والاجرامية لهذ الكيان المزيف.
ما يميز جريمة اغتيال الشهيد هنية، عن الجريمتين الاخريين، هو انها ارتكبت في طهران، وان الشهيد كان ضيفا على ايران، لذلك تتميز الجريمة بخصوصية، المكان والزمان، الامر الذي سيدفع ايران وبقوة للثأر لضيفها، وكذلك ردا على العدوان الاسرائيلي الصارخ على ارضها، وان الثمن الذي سيدفعه الكيان، سيكون باهظا وباهظا جدا، ولن تتأخر “إسرائيل” في دفعه وهي صاغرة.
اكيد ان نتنياهو، ما كان ليرتكب جريمته هذه، لولا اعتماده على دعم امريكا، وهو اعتماد جرأه على ارتكاب فعلته، ظنا منه ان ايران قد تتردد في الانتقام، او على الاقل سترد بشكل استعراضي لحفظ ماء الوجه، خوفا من تدخل امريكا مباشرة في الحرب دفاعا عن “اسرائيل”، ولكن فاته ان ايران لن تتسامح مع اي جهة تنتهك سيادتها، وتغتال ضيوفها، فهذه خطوط حمراء بالنسبة لها، وستحافظ عليها حتى لو اقتضى الامر ان تواجه امريكا عسكريا وبشكل مباشر.
اما خسارة محور المقاومة لشخصية في غاية الاهمية مثل الشهيد الشجاع والصبور اسماعيل هنية، فهي خسارة كبيرة، الا ان بامكان المقاومة، التي تزخر برفاق الشهيد هنية والسائرين على دربه، ان تسد هذه الثغرة الكبيرة، وقد قدمت المقاومة، حماس والجهاد وحزب الله وانصارالله والحشد الشعبي، خيرة ابنائها شهداء على طريق القدس، دون ان تهتز ارادتها او يصيبها الوهن، بل كما استشهد الشهيد هنية في احدى لقاءاته مع قائد الثورة الاسلامية ببيت من الشعر تؤكد هذه الحقيقة عندما قال : “اذا سيد منا خلا قام سيد “.. فطوبى لشهيدنا العزيز والكبير والشجاع والصابر اسماعيل هنية صاحب المقولة الشهيرة ” انه لجهاد نصر او استشهاد”.. وكذلك لإيران مقولتها :”إنا من قاتل ضيفنا لمنتقمون”.