أخبار عاجلة

الواقع والاستنزاف.. هذا هو الوضع الميداني في غزة

ليست كما الحروب السابقة، تلك التي تخوضها المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها في قطاع غزة، حيث تعاملت مع العديد من نماذج الحروب (اجتياح بري، توغلات، ..)، بالإضافة إلى الحروب الأمنية والالكترونية، مترافقة مع قصف جوي مدمر، وظروف إنسانية كارثية.

بالمقابل تصدت المقاومة للعدوان بأساليب “حروب العصابات” (حرب المستضعفين)، التي تنوعت بين الكمائن والإغارات وضرب نقاط تجمع العدو وخطوط امداده، فضلاً عن أساليب وتكتيكات لم تكشف عنها المقاومة حتى الآن، وتتعلق إجمالاً بطبيعة تواجد القوات الإسرائيلية، وقدرة التحام المجاهدين معها.

وبعد 9 أشهر من العدوان، اعادت كتائب الشهيد عزالدين القسام الجيش الإسرائيلي إلى نقطة البداية، مع اعلان المتحدث باسمها “أبو عبيدة”، تعزيز القدرات الدفاعية في قطاع غزة. وليس هذا فحسب، بل تجنيد الآلاف من المجاهدين الجدد من صفوف الإسناد.

وعلى مستوى الإمساك بالأرض، فقد فشل الجيش الإسرائيلي من السيطرة على مناطق شمال غزة. وبعد 9 أشهر من عدوان مدعوم من الولايات المتحدة الامريكية ودول أوروبية، فكل ما يأمل به العدو، هو السيطرة على “ممر نتساريم” الفاصل بين شمال القطاع عن جنوبيه، والمنطقة الزراعية، ومنطقة صلاح الدين “محور فيلادلفيا” العازلة بين مصر والحدود الفلسطينية الجنوبية، ضمن ما بات يعرف بالمرحلة الثالثة من العدوان.

وتسعى قوات الإحتلال إلى توسيع محور “نتساريم” إلى (4 كلم) شمالاً وجنوباً، والتالي يقوم باتجاه مناطق تل الهوا والصبرة والشيخ عجلين وحي الزيتون، خصوصاً بعد فشل الرصيف الأمريكي العائم في تحقيق الغايات العسكرية التي أنشئت لأجله، وهي تأمين محور نتساريم، وربطه بطريق بحري، فالرصيف هو امتداد جغرافي للمحور.وتعكس عمليات التوغل في مناطق تل الهوا ومحيطها، فشلا استخباراتياً للاحتلال، على اعتبار انه توغل فيها سابقاً، وخرج منها بناء على معلومات أمنية تفيد بانها أصبحت خالية من المجاهدين.اما بالنسبة إلى “محور فيلادلفيا”، وبعد الضربات التي تلقتها القوات الاسرائيلية، فلجأت إلى القاهرة بمساعدة أمريكية، لبحث “ترتيبات إعادة فتح معبر رفح”، بهدف قطع أي تواصل بين قطاع غزة والعالم الخارجي، وبالتالي تقنين حصارها للقطاع.

وبالمقابل، تحتفظ المقاومة الفلسطينية بالعديد من أوراق القوة في المرحلة المقبلة مع المواجهة، كشفت عن بعضها قبل أيام، من خلال صاروخ “السهم الأحمر” المضاد للدبابات، والذي استعرضته قبل أيام باستهداف آلية عسكرية للاحتلال قرب تل زعرب برفح، وهو قادر بحسب المعلومات على الأهداف من مسافات تتراوح بين 3 و4 كلم.

الكشف عن قدرات عسكرية وتكتيكات ما تزال في الجعبة، تترافق مع تأكيدات عسكرية اسرائيلية، بأن شبكة الأنفاق في قطاع غزة، ما تزال ذات كفاءة عالية وفي حالة جهوزية مرتفعة، بعد 277 يوماً على العدوان، كما جرى ترميم العديد من الانفاق المتضررة. وهذه الأنفاق تتيح امكانية شن عمليات التحام من فوق الارض وتحتها، خصوصاً في رفح والمناطق الوسطى.

وانشأت قوات الاحتلال التحصينات في منطقتي نتساريم وفيلاديلفيا، في إطار خططها إلى البقاء فيهما، ولكنها تخشى بالمقابل أن تتحول لهدف سهل للمقاومة الفلسطينية، بما تمتلكه من وسائط عسكرية وقتالية، في حين أن ارادتها العسكرية وهي الأصل، ما تزال في مستويات عالية.

وتؤكد القسام، أن منظومة القيادة والسيطرة لديها ما تزال متماسكة، وهذا ما يظهر جلياً من خلال التواصل بين المجموعات المختلفة في الميدان، ومع الجهاز الإعلامي لدى القسام، والذي ما يزال يعمل بكامل طاقته، ويوجه الرسائل العسكرية، بالتوقيت والزمان المناسبين.

عن duaa

شاهد أيضاً

حكومة الاحتلال تقر بإصابة 40 موقعاً وارتفاع طلبات التعويض لـ18 ألفاً جراء صواريخ إيران

أظهرت بيانات رسمية إسرائيلية، الأربعاء، أنّ الصواريخ الإيرانية اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأصابت أكثر من …