عقدت الفصائل الفلسطينية اجتماعًا تشاوريًا، في مبنى المجلس الوطني الفلسطيني في دمشق، للتنسيق بشأن الأحداث في غزّة ومستقبلها في ضوء المفاوضات التي تجري حاليًا.
الاجتماع شهد مشاركة عبر الهاتف من الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد نخالة وأخرى من مسؤول العلاقات الوطنية في حركة “حماس” حسام بدران. واتفق الجميع على رسم الخطوط الحمراء للتفاوض بدافع من الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تجعل المفاوض الفلسطيني أكثر قدرة على صرف الإنجاز الميداني في المفاوضات.
الاجتماع ناقش الموقف الفلسطيني الحالي من المفاوضات وإصرار العدوّ على التنكر للوعود والعودة عنها، ومواصلة عملية الإبادة الجماعية والتوجّه إلى اجتياح رفح ومنع وصول المساعدات الإنسانية. ووجه المجتمعون الدعوة لمصر من أجل القيام بواجبها الوطني نحو سيادتها أولًا، وتجاه إخوتها الفلسطينيين الذين يعيشون أبشع أنواع حرب الإبادة الجماعية.
الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد نخالة، وفي اتصال هاتفي مع المجتمعين في المجلس الوطني الفلسطيني في دمشق، تناول رفض كيان الاحتلال لآخر محاولة للهدنة لافتًا إلى أن مخرجات المفاوضات ستكتب بنيران المقاومين بعيدًا عن كلّ الضغوط التي يحاول الكثيرون فرضها على المفاوض الفلسطيني. واستعاد نخالة في مداخلته عدوان العدوّ الصهيوني على لبنان في العام ١٩٨٢ والمفاوضات التي قادتها الولايات المتحدة ممثلة بـــ”فيليب حبيب” في ذلك الوقت، لافتًا إلى أن التاريخ يعيد نفسه “وعندما قبلنا بشروط الأميركان، انتهى بنا الأمر إلى السفر عبر البواخر”.
مسؤول العلاقات العربية في حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين رسمي أبو عيسى أشار، إلى: “أهمية هذا الاجتماع وتوقيته لجهة بدء الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب، حيث يتحدث البعض وبالتآمر مع بعض النظام الرسمي العربي عن سيناريوهات لغزّة في اليوم التالي، فيأتي هذا الاجتماع الفلسطيني اليوم للتأكيد على أن الغد الغزاوي والغد الفلسطيني سيرسم بأياد فلسطينية، وأن المشهد الفلسطيني سترسمه هذه الدماء الطاهرة وهذه التضحيات الجسام وهذه المقاومة الباسلة، ولا أحد غير الفلسطيني يمكن أن يرسم مستقبل غزّة ومستقبل الشعب الفلسطيني.
وقال أبو عيسى: “الاجتماع جاء للتأكيد على أن الفلسطينيين سيقاومون أي احتلال، وأي بديل عن الاحتلال إذا كان ضدّ رغبة الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية”، وأضاف: “إرسال هذه الرسالة كان مهمًا للغاية في ظلّ الحديث عن سيناريوهات ومؤامرات وعن احتلال معبر رفح ثمّ الميناء الذي بناه الأميركي”، مشددًا على أن: “أحدًا لا يمكنه أن يرسم مستقبل غزّة ولا مستقبل فلسطين إلا الشعب والمقاومة الفلسطينية، وهذه الأشلاء والدماء سترسم الفجر الفلسطيني القادم- بإذن الله تعالى- وليس الأميركي ولا الصهيوني ولا الأذناب من العرب ممن يشكلون ميليشيا (لحد) الجديدة التي يحاولون أن ينشؤوها”.