أكّد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح تشكّل تهديداً لأمن واستقرار مصر، وتجاوزاً للاتفاقيات الموقعة معها.
وخلال كلمة له بشأن آخر التطورات في قطاع غزة والمنطقة، رأى الحوثي أنّه يتوجب على مصر اتخاذ موقف حازم للضغط على الاحتلال من أجل إخلاء معبر رفح، مشيراً إلى أنّ مذكرة الاحتجاج التي قدّمتها “ليست كافية ولن يعيرها الاحتلال أي اهتمام”.
وقال إنّ “الإدارة الأميركية هي التي أعطت الإذن للاحتلال بالدخول إلى معبر رفح”، مؤكّداً أنّ العدوان على غزة “يتوقف فوراً عندما يقرر الأميركي ذلك”.
وأشار إلى أنّ واشنطن، قدّمت في السابق شحنات كبيرة من الأسلحة للاحتلال، وهي كافية من أجل إبادة الأهالي في رفح، مشدّداً على أنّها “تتظاهر بالضغط على الاحتلال”.
وأضاف أنّ احتلال معبر رفح “لن يحقّق للاحتلال أي إنجاز عسكري” لأنّه منطقة مدنية وليس جبهة عسكرية للمقاومين، لافتاً إلى أنّ المقاومين ما زالوا يواجهون الاحتلال حتى في شمالي القطاع.
ووفقاً له، فإنّ بيانات الاستنكار تجاه ما يجري في رفح “غير مؤثرة”، لأنّ الولايات المتحدة لا تصغي إليها، كما أنّها لا تصغي للمظاهرات الطلابية في الجامعات، “بل تقمعها وتتعامل معها بعنف وبتجاوز لقوانينه”.
أكّد السيد الحوثي أنّ مسؤولية اتخاذ خطوات عملية إضافية ضد الاحتلال تقع على عاتق الدول العربية والإسلامية، كما أنّ عليهم أن لا يكونوا في موقف المتفرج.
وأوضح أنّ هذه الدول تملك خيارات سياسية ودبلوماسية واقتصادية، إزاء العدوان على رفح، وأضاف: “إذا كانت الأنظمة العربية لا تجرؤ على تبني أي موقف، فلتفسح المجال لشعوبها لتتحرك”.
وتابع أنّ الأمة بحاجة إلى أن تكون في مستوى الردع لأعدائها، لتدفع الخطر عن نفسها، مؤكّداً أنّه لا يفيد الأمة إلا التحرك الجاد عندما لا يصغي الاحتلال لنداءات الشعوب ولا يهتم لحجم الجرائم التي يرتكبها.
وأشار السيد الحوثي إلى أنّ الأمة بحاجة إلى التحرك بشكل واعٍ وأن تتحرر من حالة الجمود التي أثرت على الكثير من شعوبها.
كذلك، أشاد قائد حركة أنصار الله، بالحراك الطلابي الذي دعا إلى وقف العدوان على غزة، لأنّه صوت إنساني يعبّر عن القيم الإنسانية الفطرية، مشيراً إلى أنّه فضح الغرب الذي يتحدث عن قيم الحرية والحقوق، كما أنّه يعكس تنامي الصحوة الشعبية في تلك البلدان.
وأكّد السيد الحوثي أنّ الاحتجاجات أقلقت الاحتلال، لا سيما أنّها في الوسط النخبوي، ما دفع الغرب إلى قمعها بعنف وقسوة، لافتاً إلى أنّ استخدام عنوان “معاداة السامية” في مواجهة هذه الاحتجاجات، يهدف إلى تكميم الأفواه ومصادرة الحريات.
ووفقاً له، فإنّه من المهم أن تحظى هذه الاحتجاجات بالمساندة سياسياً وإعلامياً من العالم الإسلامي، متمنياً أن تنتقل إلى الدول العربية.
وأضاف: “للأسف، الطلاب والشعوب مكبّلة في كثير من البلدان العربية حتى عن المظاهرات الشعبية”.
إلى جانب ذلك، أشاد السيد الحوثي بإعلان تركيا قطع علاقاتها التجارية مع “إسرائيل”، داعياً بعض الدول العربية التي تساند الاحتلال إلى الاقتداء بها.
كذلك، حيّا العمليات النوعية التي ينفّذها حزب الله في جنوبي لبنان، لافتاً إلى أنّه ردّ على تهديدات وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في نفس اليوم “بعملياتٍ قوية”.
وبشأن العمليات التي تنفّذها القوات المسلّحة اليمنية نصرةً للشعب الفلسطيني، قال السيد الحوثي إنّ عدد السفن المستهدفة بلغ 112 سفينة، مشيراً إلى أنّ العمليات هذا الأسبوع، كانت باستخدام 10 صواريخ بالستية ومجنّحة وطائرات مسيّرة.
وأضاف أنّ عدد العمليات خلال الشهر الماضي، هو 25 عملية نُفذت بـ71 صاروخاً بالستياً ومجنّحاً وطائرات مسيّرة.
وبخصوص المرحلة الرابعة من التصعيد، أكّد السيد الحوثي أنّها تشمل أي سفن تابعة لشركة لها علاقة بإمداد أو نقل بضائع للاحتلال، مشدّداً على أنّ أي سفينة نقلت بضائع لموانئ الاحتلال من بعد صدور قرار الحظر، “ستكون هدفاً للقوات المسلحة”.
كما أشار إلى أنّ اتخاذ أي قرار في مرحلة معينة، معناه أنّ “الإمكانيات لتنفيذ ذلك القرار باتت متوفرة”، مؤكّداً أنّه “لا يوجد أي خطوط حمر يمكن أن تعيق القوات المسلحة عن تنفيذ عملياتها”.
وأضاف: “من الآن نحن نفكّر في المرحلة الخامسة والسادسة، وسقفنا في المرحلة الرابعة سيقوى وسيحظى بالزخم تدريجياً”.
كما أكّد قائد حركة أنصار الله أنّه “لا يوجد أي حسابات سياسية تؤثّر في موقف اليمنيين”، مشدّداً على أنّهم “ليسوا ممن يخضع تحت عنوان المصلحة لمؤثرات الترغيب أو الترهيب”.
وتابع أنّ اليمن لم يكترث لكل التهديدات التي وُجّهت له، مبيّناً أنّ واقعه التحرري ساعده في اتخاذ الموقف اللائق.