أخبار عاجلة

خلال جولته في المنطقة..هل حاول بلينكن ضرب مساعي جنوب أفريقيا لإدانة “إسرائيل”؟

اكثر ما يقال، في الاعلام والصحافة الامريكية وكذلك في اعلام وصحافة الكيان الاسرائيلي، عن اهداف زيارة وزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن للمنطقة، ليس سوى ذر للرماد في العيون، للتعتيم على الهدف الرئيس الذي جاء من اجله بلينكن الى المنطقة، وهو هدف لا يمت من قريب ولا بعيد، بالفلسطينيين والابادة الجماعية التي يتعرضون لها في غزة.

على سبيل المثال لا الحصر، ذكرت القناة “الـ12” الإسرائيلية، ان اللقاء الذي جرى بين بلينكن ورئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، “كان متوترا”، وان “واشنطن بدأت تفقد صبرها”، لرفض الكيان، عودة الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة. وهو ما كرره موقع “أكسيوس” الأميركي، عندما ذكر ان بلينكن أوضح “للمسؤولين الإسرائيليين” أن واشنطن تريد “عودة سكان شمالي قطاع غزة الى بيوتهم”، لكن “الاسرائيليين” رفضوا.

امريكا تحاول من خلال هذه السياسة تجسيد دور الشرطي الجيد، في لعبة تقاسم الادوار مع “الشرطي السيىء” وهو “اسرائيل”، في محاولة فاشلة، للتملص من مسؤوليتها المباشرة والتي لا تقل عن “اسرائيل” في جريمة الابادة الجماعية التي ترتكب ضد اهالي غزة، وهي مسؤولية ستكون لها تداعيات كبيرة على ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن، التي لم تعزل امريكا عن العالم، بدعمها اللامحدود والاعمى للكيان الاسرائيلي في عدوانه على غزة، فحسب بل بمنعها اي محاولة لوقف هذا العدوان عبر استخدامها الفيتو اكثر من مرة في مجلس الامن الدولي.

صحيح ان بلينكن جاء الى المنطقة وفي جعبته عدة اهدافها من بينها، مساعدة “إسرائيل” على الخروج من مستنقع غزة، واحياء مشروع التطبيع مع السعودية و”استيعاب اسرائيل في المنطقة” وفقا لتعبيره، وان تتولى الدول العربية مسؤولية اعادة اعمار ما دمرته “اسرائيل” في غزة!، والحديث عن “حل الدولتين”، لكن الهدف الابرز والاكبر والرئيس لجولة بلينكن للمنطقة، وهو هدف لم يتوقف امامه الكثيرون، كان الضغط على الدول العربية لمنعها من الانضمام إلى القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان الاسرائيلي امام محكمة العدل الدولية، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، بهدف افراغها من مضمونها وافشالها، ففي حال تم إدانة الكيان الاسرائيلي، عندها ستكون امريكا في دائرة الادانة ايضا.

هذه الحقيقة تكشفت وبشكل اوضح عندما انتقد رئيس الكيان الاسرائيلي إسحق هرتسوغ، خلال استقباله بلينكن ، جنوب أفريقيا، بسبب إقامتها الدعوى ضد كيانه، وقال انه “لا يوجد ما هو أكثر وحشية وسخافة” من هذه الدعوة، مكررا ذريعة الكيان المعروفة بان “اسرائيل تدافع عن نفسها، وهو ما تكفله جميع القوانين الدولية”، وقدم الشكر إلى واشنطن على دعمها لـ”إسرائيل”.

في المقابل، تناغم بلينكن مع هرتسوغ ، عندما انتقد الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية ضد “اسرائيل” بقوله ان “الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل تصرف انتباه المجتمع الدولي عن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”!!. دون ان يتطرق الى طبيعة هذا “الانتباه الذي يوليه المجتمع الدولي” لحل القضية الفلسطينية، في الوقت الذي تمنع امريكا هذا “المجتمع” من وقف مجازر بلاده وحليفته في غزة.

عن duaa

شاهد أيضاً

“حماس” تحذر من وصاية أي جسم دولي على “الأونروا” كبديل عن الأمم المتحدة

حذرت حركة “حماس” في قطاع غزة من أي “جسم دولي يشرف على عمل منظمة “الأونروا” …