لم تمر سوى 5 ايام على التهديد الذي اطلقة قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنّ القوات المسلحة اليمنية ستظفر بسفن الاحتلال في البحر الأحمر، ولن نتردد في استهدافها، وليعلم بهذا كل العالم، حتى وجد هذا التهديد طريقة الى التنفيذ عندما قامت القوات المسلحة اليمنية بالاستيلاء على سفينة اسرائيلية في البحر، واقتيادها الى احد الموانىء اليمنية.
اللافت في العملية الجريئة التي نفذتها قوات خاصة من القوات المسلحة اليمنية، انها لم تأت على حين غرة، بل سبقها تهديد واضح وصريح من قائد حركة انصارالله، اي ان الكيان الاسرائيلي وامريكا والغرب وداعميه من الانظمة العربية، كانوا يتوقعون هذا الامر، واللافت اكثر ان العملية العسكرية تمت في الوقت الذي تتكدس في المنطقة اساطيل امريكية وبريطانية وفرنسية وتلك العائدة للدول العربية التي مازالت في حالة حرب مع الشعب اليمني، الامر الذي يكشف عن تقدم كبير في قدرات القوات المسلحة اليمنية، في جميع النواحي التسليحية والاستخباراتية.
العملية الذكية التي نفذتها قوات النخبة في القوات المسلحة اليمنية يوم الاحد، والسيطرة على السفينة التي تحمل اسم “غالاكسي ليدر” لمالكها رجل الاعمال الاسرائيلي رامي اغنر ، حملت العديد من الرسائل، في مقدمتها ان الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة ليس وحيدا، وان له اخوة لن يترددوا لحظة واحدة في الوقوف الى جانبهم، مهما بلغت التكاليف، حتى يتوقف العدوان الاسرائيلي الامريكي على غزة . كما ان العملية جاءت لتؤكد ان “اسرائيل” لا يمكنها ان تواصل عربدتها وتفتك باطفال غزة ونسائها، وتستهر وتنتهك القانون الدولي اتكالا على الدعم الامريكي والغربي، فالتواجد العسكري الامريكي والغربي، لن يمنع محور المقاومة، من تدفيع الكيان الاسرائيلي ثمن عربدته.
ان ما قامت به قوات النخبة في البحرية اليمنية سيجعل المعتدين يعيدون حساباتهم من الان فصاعدا، ف80% من تجارة الكيان الاسرائيلي مع العالم تأتي عبر البحر، وجانب كبير منها يأتي عبر البحر الاحمر، الذي تمرّ عبره أكثر من 10% من التجارة العالمية سنويًا، والذي سيغلق على الكيان الاسرائيلي ، بأمر من القيادة اليمنية، الامر الذي سيوجه ضربة قاسية للاقتصاد “الاسرائيلي” الذي بات يترنح على وقع العدوان على غزة.
وستثبت الايام القادمة، ان يوم الاحد 19 تشرين الثاني / نوفمبر، سيشكل انعطافة في سير الحرب الدائرة في غزة، وعلى مشغلي الوحش الاسرائيلي، من الامريكيين والغربيين، ان يعيدوا حساباتهم، اذا كانوا حريصين فعلا على عدم اتساع الصراع، وعليهم ان يلجموا وحشهم ليكف أذاه عن اطفال ونساء غزة، وإلا فان البحر الاحمر سيُغلق امام سفن الكيان الاسرائيلي بأمر من السيد الحوثي، وما سفينة “غالاكسي ليدر”، الا تمرين اولي.