عملية “طوفان الاقصى”، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وأدت إلى مقتل واسر الالاف من “الاسرائيليين”، ومرغت “هيبة اسرائيل” بالوحل، وجعلت ردعها في خبر كان، ونقلت الصراع مع الكيان الاسرائيلي وداعميه، الى مرحلة جديدة، عناوينها الرئيسة، “لم يعد هناك جيش اسرائيلي لا يقهر”، و”أمنية اجتثاث الوجود الفلسطيني من ارض فلسطين بالقوة لن يتحقق”، و”حلم تهميش القضية الفلسطينية من خلال التطبيع تبخر”.
امام هذا الانتصار الفلسطيني المدوي وغير المسبوق، لم تجد “اسرائيل” امامها من وسيلة للتغطية على هزيمتها المدوية، الا الاستنجاد بالعراب الامريكي، الذين هرول اليها مسرعا، لرفع معنوياتها المنهارة، وكذلك الانتقام من المقاومة، عبر القصف العشوائي لغزة، بالاضافة الى شن حرب نفسية على اهالي غزة، شاركت فيها امبراطوريات اعلامية امريكية وغربية، عبر الترويج لخيار الاجتياح البري لغزة.
اليوم هو اليوم الثامن الذي يمر على عملية “طوفان الاقصى”، ومازالت قوات الاحتلال الاسرائيلي، المدعومة من امريكا والغرب واساطيلها وحاملات طائراتها وجسورها الجوية، تفكر هل تشن هجوما بريا ام لا؟، وهو ما يكشف عن حجم خوف هذه القوات من فكرة الاجتياح البري لغزة، لانها تعلم علم اليقين، ان الاجتياح يعني انتحارا جماعيا، فغزة ليست مكانا كباقي الاماكن الاخرى في العالم، ففيها رجال اشداء، يعشقون الشهادة كما يعشق الصهاينة الحياة، ويوجد تحت ارضها من القوة، اكثر مما هو موجود فوقها، وسيخرج رجال المقاومة للغزاة من تحت الارض ، وينزلون من السماء، كما فعلوا في “طوفان الاقصى”.
كل الذي يمكن ان تفعل “اسرائيل”، للتنفيس عن غضبها ، والانتقام لهيبتها التي ضاعت، فعلته خلال الايام الثمانية الماضية، وليس امامها خيار اخر تفعله، فقد استهدفت المدنيين و دمرت منازلهم، وقطعت عنهم الماء والدواء والكهرباء والغذاء والوقود، الا انها ستبقى عاجزة عن تكرار النكبة الفلسطينية في غزة، فغزة اليوم يحرسها رجالها، ويدافع عنها محور المقاومة، ويدعمها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، لذلك من المستحيل تكرار النكبة، وعنتريات قادة الكيان الاسرائيلي، والحرب النفسية التي تشن على اهالي غزة ، تعكس عمق احباط وفشل وعجز الكيان الاسرائيلي في التعامل مع غزة ومقاومتها، فهذه المقاومة التي اجتازت السياج الذكي، الذي يفصل غزة عن غلافها، والذي كان يرصد حتى حركة الطيور عندما تقترب منه، وصلت الى عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة، وقتلت واسرت الالاف، ونقلتهم الى غزة، لقادرة ان تقاوم الغزاة، وان تعيد اطلاق طوفان اخر في المستقبل، اذا ما قررت ذلك.
لا يملك جيش الاحتلال الاسرائيلي، اي معنويات، تدفعه لاجتياح غزة، بعد ملحمة الطوفان الفلسطيني، وان جرائمه التي يرتكبها اليوم، لن ترفع من معنوياته المنهارة، لذلك فاما ان يرعوي، ويفكر في انقاذ اسراه، عبر صفقة تحرر بموجبها المقاومة جميع الاسرى الفلسطينيين، وتخلي بموجبها مستوطنات غلاف غزة، او سيكون هذا الجيش على موعد، مع رجال لا يقلّون بأسا من رجال عرين الاسود في مخيم جنين، وهم رجال كتائب القسام وسرايا القدس، وهو لقاء لا يعني سوى الموت المحقق.. فغزة عصية على الاقتلاع.