يوم الجمعة الماضي اعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع ان القوات المسلحة نفذت “ضربة تحذيرية بسيطة” لمنعِ سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، موضحا ان السفينة النفطية خالفت القرار الصادر عن الجهات المختصة بحظر نقل وتصدير المشتقات النفطية السيادية اليمنية، وان الرسالة التحذيرية أتت منعًا لاستمرار عمليات نهب الثروة النفطية وعدم تخصيصها لخدمة أبناءِ الشعب في المرتبات والخدمات.
وبعد يوم واحد من تصريحات العميد يحيى سريع حذر قائد لواء الدفاع الساحلي في القوات المسلحة اليمنية، اللواء الركن محمد القادري التحالف من التدخل والمساس بالثروات اليمنية النفطية، مؤكدا امتلاك بحرية صنعاء بنك أهداف وجاهزة لردع أي سفينة تدخل المياه اليمنية، وقادرة في ذات الوقت أن تستهدف أي نقطة في البحر الأحمر أو البحر العربي من أي مكان في اليمن، في مؤشر على تطور تقنية أسلحة قوات صنعاء.
اذن الرسالة واضحة وهي ان قرار قطع يد المحاصرين في اليمن وفك الحصار قد اتخذ وان اليمنيين جادون في الذهاب الى ابعد الحدود، فلا يمكن للرياض ان تحقق في ظل الهدنة ما عجزت عن تحقيقه في الحرب.
واذا كان النظام السعودي يراهن بأن الاوضاع الاقليمية لا تسمح لليمنيين بمعاودة الحرب والقتال فعليه ان يتيقن بعد ضربة ميناء الضبة ان اليمنيين لا يأبهون بالظروف الاقليمية والدولية وانهم هم من يصنعونها ويفرضونها ، علما بأن افضل الظروف لارغام المعتدين على اليمن على التراجع هي متوفرة الان بعد تنامي القدرات الصاروخية اليمنية في البر والبحر وبعد انشغال الحماة الاميركيين للرياض بحرب اوكرانيا التي افقدتهم كل تركيزهم.
المراقبون ينصحون النظام السعودي بان لايراهن على دور الامم المتحدة والرهان على مواقف المبعوث الاممي لليمن لتمرير الهدنة لأن الامم المتحدة هي الان بحكم المتفسخة بسبب التداعيات الكبيرة للمواجهة المحتدمة في اوروبا.
فهل تقرأ الرياض الرسالة اليمنية بامعان وتستجيب للغة العقل والمنطق ومستلزمات استمرار الهدنة والحل السلمي ؟ أم انها ستحاول عبثا الاستمرار في نهجها القديم ازاء اليمنيين والذي جلبت الخراب للمنطقة ؟
سؤال تجيب عليه الايام القليلة القادمة وليس امام الرياض متسع كبير من الوقت لأن اليمنيين قد حسموا قرارهم وبدأوا بالتنفيذ.