أخبار عاجلة

زينب عصام.. ليست آخر ضحايا الإجرام الأميركي في العراق

زينب عصام. فتاة عراقية تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، تسكن مع عائلتها في بيت ريفي بقرية البو علوان بقضاء أبو غريب، غربي العاصمة بغداد، وكانت قد خرجت من بيتها في الصباح الباكر ليوم العشرين من شهر ايلول/ سبتمبر الجاري لتساعد أهلها في اعمال الزراعة، لكن رصاصة طائشة أردتها صريعة مضرجة بدمائها بلا أي ذنب. وهذه الرصاصة الطائشة التي اخترقت جسد زينب انطلقت من معسكر قريب، تستخدمه القوات الأميركية كميدان للتدريب والرمي.

بعبارة أخرى، زينب عصام مثلت ضحية أخرى من قائمة طويلة جدًا لضحايا الاحتلال الأميركي للعراق على امتداد ما يزيد على التسعة عشر عامًا.

هذه الجريمة المروعة، تؤشر الى جملة حقائق لا ينبغي بأي حال من الأحوال التغاضي عنها والقفز عليها. ومن بين تلك الحقائق:

ـ أن الوجود العسكري الأميركي في العراق، أيًا كانت اشكاله ومظاهره وأحجامه ومبرراته وحججه، يعد عامل قلق واضطراب، ناهيك عن كونه يمثل اخلالًا بالسيادة الوطنية.

ـ أن الكثير من الوقائع والشواهد على مدى عقد من الزمن، أثبتت أن الأميركي لا يهتم، ولو بالحد الأدنى، بأرواح الناس بقدر ما يهتم بتأمين حياته ومصالح بلاده.

ـ لا يمكن لمشاكل وأزمات العراق السياسية والأمنية والاقتصادية أن تنتهي ما لم يتم اخراج آخر جندي اميركي من الأراضي العراقية، وما لم يتم جعل السفارة الأميركية في العراق بعثة دبلوماسية حقيقية، لا قاعدة عسكرية ووكرًا مخابراتيًا للتآمر والتجسس.

ـ إن غياب الموقف الوطني الموحد لمختلف القوى والتيارات السياسية والمجتمعية العراقية حيال الوجود الاميركي في البلاد، أتاح لواشنطن التمادي كثيرًا في تعاطيها السلبي، رغم أنها واجهت مقاومة شجاعة وشرسة في كل الأوقات، اذ لا يخفى أن هناك أطرافًا سياسية، ما زالت حتى الآن تدافع عن ـ وتؤيد ـ استمرار الوجود الاميركي خلافًا لتوجهات الرأي العام العراقي وقواه السياسية والدينية والمجتمعية المنادية بضرورة طي صفحة اميركا في العراق الى الأبد.

ومع أن الكثير من الأصوات ارتفعت، مطالبة بالكشف الكامل عن ملابسات مقتل زينب عصام وكشف تورط القوات الامريكية في مقتلها إلا أن مستوى ردود الافعال من قبل حكومة الكاظمي ازاء جريمة أبو غريب الأخيرة، لم تكن بالمستوى المطلوب، لا على الصعيد السياسي ولا الاعلامي ولا الشعبي ـ الجماهيري.

هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن عموم الاعلام العربي والاجنبي ـ الغربي، في أفضل الأحوال، مرّ مرور الكرام على جريمة مقتل زينب بنت الخمسة عشر ربيعًا، في منهج فاضح للغاية بإخضاع القضايا الانسانية للحسابات والاجندات السياسية، وإلا لماذا تنشغل منظومات الاعلام الغربي ومعها أغلب منظومات الاعلام العربي بحادثة وفاة الفتاة الايرانية مهسا اميني، والتي لم تتضح كل ظروف وملابسات وفاتها، بينما لم جريمة قتل الفتاة العراقية زينب عصام التي كان واضحا منذ البداية ظروف وأسباب استشهادها ، ومن يقف وراء ذلك، لم يحظ كل ذلك بجزء بسيط من الاهتمام الحقيقي؟

وعليه فلن تكون زينب عصام الضحية الأخيرة للعنهجية والاستخفاف الاميركي، وهي قطرة في بحر الجرائم والمجازر الاميركية ـ الغربية ـ الصهيونية في العراق وفلسطين وسوريا واليمن وغيرها من شعوب الارض.

عن duaa

شاهد أيضاً

العمليات المشتركة تنفذ ضربة جوية ضد أوكار لداعش في جبال حمرين

أعلنت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الثلاثاء، تنفيذ ضربة جوية على أوكار عناصر داعش الارهابية في …