قناة الثانية الفضائية قناة المقاومة والحشد الشعبي
في تقرير مطوّل لها، ذكرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية أن خلفية مشروع تدمير مدينة جدة القديمة الذي يقوده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بزعم تطويرها تقوم على أنه يريد معاقبة أبناء جدة لعدم رضوخهم لحكم آل سعود.
وبحسب المجلة، الديكتاتوريون العرب يحبون اطلاق عناوين لمشاريع عملاقة، ويبدو أن ابن سلمان يقلد الديكتاتور المصري عبد الفتاح السيسي، لكن على الأقل يقوم السيسي بتعويض النازحين، ويعيد تسكينهم قبل إرسال حفارات الهدم لهدم منازلهم .
وأضافت المجلة “لا عجب أن يطلق السعوديون على ابن سلمان لقب “الجرافة”، فقد هدم مدينة جدة القديمة بالجرافات، واختفت معظم مناطقها الجنوبية وجزء كبير من وسط المدينة، حيث تفتك مخالب الحفارات في بقايا المساجد والمدارس والمصانع والأبنية السكنية”.
ورأت المجلة أن “ابن سلمان يريد معاقبة مدينة جدة، لعدم رضوخهم لحكم آل سعود مطلقًا، إذ إنه قبل قرن واحد فقط كانت جدة العاصمة الساحلية الكبرى لمملكة الحجاز، ومنافسة للرياض التي كانت موطن آل سعود، والتي كانت عبارة عن مجرد قرية طينية”.
وأكدت أن ولي العهد ابن سلمان يركز على إنهاء عملية ” هدد جدة “، تاركًا رعاياها لتدبر أمورهم بأنفسهم، مشيرة الى أنه “مع انخفاض عدد البنايات المؤهلة للسكن في جدة ارتفعت الإيجارات، واكتظت المدينة بساكنيها، وبعض المتضررين يخيمون في الصحراء”.وتتابع المجلة البريطانية : “الأحياء الصاخبة تتحول إلى مدن أشباح حيث تكتب السلطات، دون سابق إنذار، كلمة “إخلاء”، باللون الأحمر على الجدران، ثم تقطع الكهرباء والماء”.
وتنقل المجلة البريطانية عن كاتب سعودي قوله عند وصفه لمدينة جدة القديمة: “تبدو وكأنها منطقة حرب “، ويضيف أن “هدد جدة هو أحد الأضرار الجانبية المترتبة على الاستبداد.. هدد جدة تدنيس لـ”عروس البحر الأسطورية”، ولا أحد يجرؤ على الاحتجاج، وإنه لمن الشجاعة أن يتمتم البعض ويظهروا استياءهم”.
ووفق تقرير المجلة البريطانية ، فقذ تم الكُشف عن مشروع تبلغ كلفته 45 مليار دولار بمزاعم اصلاح جدة منذ 13 عامًا، لكن لم يتحقق أبدًا. السكان المرتبكون رأوا خططًا للواجهة البحرية فقط ولتحويل محطة تحلية قديمة إلى دار أوبرا.
ووفق تقارير صحفية وشهود عيان فان 24 ساعة فقط فصلت بين كتابة كلمة “إخلاء” باللون الأحمر على جدران آلاف المنازل جنوبي مدينة جدة الساحلية السعودية، وبين قيام الجرافات واللوادر بشكل مفاجئ بتنفيذ عمليات هدم لتلك المنازل، دون مبرر أو مناقشة، أو مسكن بديل.
كان هذا حال مئات الآلاف من السكان في جدة الذين لم يكن أمامهم سوى الصراخ والعويل في مواجهة قرار سلطات “محمد بن سلمان” القائد الفعلي للسعودية، بحسب موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، وهي تقوم بهدم أحياء كاملة جنوبي جدة، العاصمة الاقتصادية للمملكة.
وقال موقع “ميدل إيست آي”، إن نحو مليون شخص على الأقل في جدة، وفقًا لتقديرات محلية، انقلبت حياتهم رأسًا على عقب في الثلاثة أشهر الأخيرة وسط عمليات هدم تقوم بها الحكومة على نطاق واسع. وذكرت تقارير سعودية ان 10 أحياء على الأقل تمامًا وما زال العمل مستمرًا في 10 مناطق أخرى، تستهدف الخطة 60 منطقة تقع معظمها في الجزء الجنوبي للمدينة ومن المتوقع أن يستمر الأمر لعد أشهر. ونقل الموقع عن عدد من السكان أن عمليات الهدم كانت مفاجئة ولم تمنحهم وقتًا كافيًا للتخطيط للانتقال إلى مكان آخر أو توديع أحيائهم التي عاشوا فيها لأجيال.
وبالنسبة للسعوديين المشرّدين، فإن “الخطة الرئيسة للأمير الديكتاتور ، رؤية 2030، تبشر بالدمار أكثر من إعادة الإعمار”.ويتضمن مشروع “هدد جدة” هدم الأحياء القديم لإفساح المجال للمباني الشاهقة الفاخرة وأماكن الترفيه، كجزء من خطة ولي العهد البالغة 20 مليار دولار لجذب السياحة والأثرياء الأجانب. ويشمل المشروع إقامة منتجعات، ومطاعم ومجمعات تسوق، وبارات ومراكز عروض ازياء ومتاحف وملاعب رياضية وحتى دارًا للأوبرا، “وذلك ضمن جهود لتكون المدينة ضمن أرقى الأماكن السياحية في الخليج”. ولكن كل ذلك يتم على حساب أبناء المدينة وحرمان مئات الالاف من منازلهم وعقاراتهم ،تشريدهم وتعويض بخس لاقيمة له لمنازلهم وعقاراتهم .
