أخبار عاجلة

زيارة بايدن للمنطقة..بين المشهد الإيراني والمشهد العربي التطبيعي

زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة كانت بمثابة فرصة اضافية أتيحت، ليس لمن قبل الذل والهوان والتبعية بعيون مفتوحة، بل لمن إلتبست عليه الحقيقة، تحت تأثير القصف الاعلامي المركز، حيث مازال يرجو خيرا من انظمة التطبيع العربية، ويرى في تطبيعها “شيئا من الحكمة والمصلحة”، ليبعد عن عينه غبش الاعلام التطبيعي وينظر الى الحقيقة كما هي، وكما كشفتها زيارة بايدن.

في اليوم الثاني من زيارته للكيان الاسرائيلي، وقع بايدن مع رئيس حكومة تصريف الاعمال في هذا الكيان يائير لابيد على إعلان، اكد فيه بايدن التزام أميركا الراسخ بأمن “إسرائيل”، لا سيما الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي لردع أعدائها.

واهم ما جاء في الاعلان، ان امريكا تؤكد التزامها بالعمل “مع الشركاء الآخرين لمواجهة العدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية مثل حزب الله اللبناني وحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في فلسطين”.

هذا وكان بايدن قد اعلن فور وصولة مطار بن غوريون في تل ابيب، انه يشعر وكأنه عاد الى وطنه، وانه لا يحتاج ان يكون يهوديا ليكون صهيونيا، وقال، وبكل فخر، انه صهيوني، وهو كلام اعاد للاذهان مقولته التي قالها عام 1973، لو لم تكن “اسرائيل” موجودة لأوجدناها.

في مقابل 3 ايام قضاها بايدن في “إسرائيل”، خصص نصف ساعة لزيارة الضفة الغربية ولقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، دون ان يتعهد له بشىء، بل ان بايدن تجنب تلفظ عبارة فلسطين، في بيان زيارته للمنطقة وأكتفى بإستخدام عبارة الضفة الغربية.

رغم كل هذه المواقف الداعمة بالمطلق لـ”إسرائيل”، والمتجاهلة بالكامل للشعب الفلسطيني، ولحقوق العرب ومصالحهم، اعلنت السعودية انها فتحت اجواءها امام الطيران “الاسرائيلي”، وهي خطوة وصفها بايدن بـ”التاريخية”.

كما تعهدت السعودية لبايدن بالتزامها باستقرار أسواق الطاقة العالمية، وفي المقابل رحبت امريكا بالتزام السعودية بدعم توازن أسواق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام. ولم يفت الجانبان الامريكي والسعودي، كما جاء في البيان المشترك، التأكيد على “منع ايران من الحصول على القنبلة النووية”.

اكثر جوانب زيارة بايدن للمنطقة فضائحية، هو استدعاء رؤساء الانظمة العربية التطبيعية، ومن على طريق التطبيع، في اليوم الاخير لزيارته، الى جدة، للاستماع، الى تعاليم بايدن، بشأن تشكيل “ناتو عربي اسرائيلي”، او اقامة نظام دفاعي مشترك بين هذه الانظمة و”اسرائيل” ، او بلورة اي صيغة كانت من اجل دمج “اسرائيل” في المنطقة، وشطب فلسطين من وجدان الانسان العربي.

في مقابل هذا المشهد العربي التطبيعي البائس والذليل، رسمت ايران كعادتها، مشهدا يليق بها وبكبريائها وعنفوان شعبها وحكمة قيادتها وقوة جيشها وحرسها الثوري، ففي الوقت الذي كان بايدن يحط رحاله في فلسطين المحتلة، اعلنت ايران عن تدشين أول فرقة بحرية لحمل الطائرات المسيرة في المحيط الهندي، تحمل كل سفينة 50 طائرة مسيرة.

كما لم تترك ايران تهديدات بايدن الاستعراضية، حول اللجوء إلى القوة كملاذ أخير لمنع طهران من حيازة سلاح نووي، دون رد، فقد اعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي ان: ” “الأمريكيين والصهاينة يعلمون جيدا ثمن استخدام كلمة اللجوء إلى القوة ضد إيران”.

واضاف شكارجي: “لا بد أن بايدن كان يشعر بالنعاس عندما هدد إيران”، وقال مخاطبا بايدن:”انتبه إلى سراويل جنودك.. فقد تبتل في الخليج الفارسي”.

امام هذين المشهدين، العربي التطبيعي الذي ينضح بؤسا وخسة، والايراني الذي يشع كبرياء وكرامة، واللذان اصبحا اكثر وضوحا مع زيارة بايدن، لا نعتقد ان يبقى أي غبش امام عين كل عربي او مسلم، يريد حقا ان يعرف الحق واهله، إلا من اراد ان يُبقي على الغشاوة المصطنعة، ليستر بها تخاذله وانبطاحه.

عن duaa

شاهد أيضاً

حزب الله يشنّ هجوماً جوياً على مقر لمدفعية الاحتلال

أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان أنها شنّت هجوماً جوياً بمسيّرة إنقضاضية على مقر “عين مرغليوت” …