أخبار عاجلة

تصريحات توم براك ضد الدولة اللبنانية وقاحة سياسية تفضح سقوط الدبلوماسية الامركية وتعمدها اهانة الشعوب

لم يكن وصف المبعوث الأميركي إلى سورية توم برّاك للبنان، في كلمته أمام منتدى حوار المنامة ، بـ”الدولة الفاشلة” سوى مرآة لسياسة أميركية فاشلة تحاول أن تُخفي مسؤوليتها عن انهيار البلاد خلف لغة الوعظ والاستعلاء، وهذا ما يؤكد أن هذه اللغة، من رجل يُفترض أنه “دبلوماسي”، تبيّن النهج السياسي المتعمّد لبلاده الولايات المتحدة و رئيسه ترامب و هي السياسة التي يمثلها توم براك نفسه حيث يتعمد إهانة الشعوب التي ترفض الخضوع، وتطويع الخطاب الدبلوماسي لخدمة منطق الوصاية والهيمنة.
وبالتاكيد يتفق المنراقبون على ان تصريحات توم براك هي وقاحة سياسية تفضح سقوط الدبلوماسية الأميركية، وتؤكد أن من يعتدي لا يملك حق الوعظ بالسيادة.
حين يصف برّاك لبنان بهذا الوصف، وهذا ليس بجديد بعد أن سبق له أن أطلق تصريحات مهينة بحق صحفيين لبنانيين في قصر بعبدا، فهو يتناسى – أو يتجاهل عمدًا – أن الولايات المتحدة هي التي وضعت لبنان في هذا المأزق عبر حصار اقتصادي ممنهج، وعقوبات طاولت مؤسساته وقطاعاته الحيوية، وعبر تعطيلها لكل مبادرة دولية أو إقليمية لتوفير الطاقة أو دعم البنى التحتية. بل أكثر من ذلك، تغطي وتبرر وترعى واشنطن يوميًا العدوان “الإسرائيلي” على لبنان، وتغضّ الطرف عن الانتهاكات الصهيونية اليومية لسيادتنا وأرضنا. فالولايات المتحدة التي تزرع الفوضى ثم تتحدث عن الفشل، تشبه من يهدم بيتًا ثم يعظ سكانه عن ضرورة الترميم.
اذن .. هنا حريّ بنا القول، إن من حاصر الكهرباء والاقتصاد، ومن حال دون استجرار الطاقة، ومن فرض على لبنان معادلات مالية وسياسية تخنق سيادته، لا يحق له أن يتحدث بلغة المتعالي، ولا أن ينصّب نفسه قيّمًا على مصير بلدٍ صمد رغم كل هذا الحصار.
الأخطر في تصريحات براك ليس مضمونها فحسب، بل لهجتها المتعجرفة التي تُكمل سلسلة من الإهانات الدبلوماسية التي سبقتها، وليس آخرها ما صدر عنه في مؤتمر قصر بعبدا، حين وصف الصحفيين اللبنانيين بـ “السلوك الحيواني”.
في العمق، تعكس هذه التصريحات أزمة النظرة الأميركية إلى لبنان. فالإدارة الأميركية تتعامل مع لبنان منذ سنوات كملف أمني لا كدولة ذات سيادة، في مسعى لها لأن يبقى الشعب اللبناني محاصرًا ويعيش في ضائقة دائمة كي يقبل الوصاية.
دعونا عن برّاك وتصريحاته، أين هم دعاة “السيادة” في لبنان من إهاناته؟ أين أصواتهم التي لا تُسمع إلا حين يكون التصريح إيرانيًّا أو الموقف من محور المقاومة؟ هل السيادة تُستحضر عند بعض القوى في لبنان بشكل انتقائي، حيث تُغيّب حين يأتي الاستفزاز من واشنطن؟
إن الصمت أمام هذا الكم من الإهانات يُعتبر خيانة للكرامة الوطنية، ومن يلوذ بالصمت اليوم يبرّر غدًا مزيدًا من الإذلال والتبعية.
والجدير ذكره، أنه في اللحظة التي كان فيها المبعوث الأميركي توم باراك يلقي عظته المتعجرفة عن “السيادة” و”فشل الدولة” و”نزع السلاح”، كانت القوات الصهيونية تتوغّل في مناطق جديدة عند ريف القنيطرة في سورية، تلك التي تزعم واشنطن أنها “الضامنة” فيها للهدوء والاستقرار!
لكن ما فشلت واشنطن في فهمه هو أن لبنان، برغم كل جراحه، ما زال يمتلك مقاومة سياسية وشعبية قادرة على حماية كرامته، وأن منطق التهديد والإملاء لم يعد يجدي في مرحلة بات الشعب أكثر تمسكًا بالوعي الوطني.

عن duaa

شاهد أيضاً

القوة الجو فضائية لحرس الثورة الاسلامية تطور المسيرة الايرانية الشهيرة «شاهد 161»

أجرى خبراء الطائرات المسيّرة في القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري اختبارًا لمحرك المسيّرة «شاهد 161» …