في شمال قطاع غزة، أفادت مصادر صحفية بأنّ الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ غارات مكثفة على مناطق متفرقة، تزامنت مع عمليات نسف لمبانٍ سكنية، بحسب وسائل إعلام محلية.كما استهدفت طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
أما في وسط القطاع، فقد استهدف القصف الإسرائيلي مخيم النصيرات، حيث ارتقى شهيدان وعدد من الجرحى، فيما ما يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين بعد استهداف منزل لعائلة جودة في جنوب المخيم.كما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة دير البلح.
في المقابل، شهد جنوب القطاع تصعيداً أكثر حدّة، إذ استهدفت الغارات الإسرائيلية شقة سكنية لعائلة “مخيمر” في حي الأمل غربي خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 4 مدنيين وإصابة آخرين، وقصفت طائرات وآليات الاحتلال بشكل مكثف المناطق الغربية لمدينة رفح، وسط دوي انفجارات عنيفة هزّت أرجاء المدينة.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أنّ مدفعية الاحتلال استهدفت منطقة القرارة شمالي مدينة خان يونس.ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعاً إنسانية كارثية، مع استمرار استهداف البنى التحتية والمناطق المأهولة بالسكان، وسط مناشدات فلسطينية ودولية بوقف العدوان وإدخال المساعدات.
هذا ودانت فصائل المقاومة الفلسطينية تصريحات عضو الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري، راندي فاين، التي دعا فيها إلى قصف قطاع غزة بالسلاح النووي، “في خطاب مفعم بالكراهية والتحريض على الإبادة الجماعية”.وعدّت حركة حماس “هذه الدعوة المتطرفة جريمةً مكتملة الأركان”، ودليلاً على “العنصرية الفاشية التي تحكم تفكير بعض الساسة الأميركيين”، وهو ما يستوجب الإدانة من الإدارة الأميركية ومن الكونغرس، الذي بات منصةً لتبرير جرائم الاحتلال وتشجيعها.وأشارت حماس إلى أنّ هذه التصريحات تمثل “انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وتحريضاً علنياً على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد أكثر من مليوني مدني”.
وعبّرت حركة الجهاد الإسلامي عن استنكارها وغضبها العارم ورفضها القاطع للتصريحات المشينة، للنائب الأميركي.وقالت الحركة في بيان أصدرته، الجمعة، “إننا نعتبر هذه التصريحات دعوة علنية لارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتذكيراً مرعباً بالفاشية التي أدانها التاريخ، ووصمة عار في جبين الكونغرس الأميركي الذي صفق غالبية أعضائه لمجرم الحرب بنيامين نتنياهو وهو يرتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث”.
وأضافت الحركة، إن تشبيه أكثر من مليوني إنسان من سكان غزة، نصفهم من الأطفال، بالنازيين أو اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، يُعدّ تحريضاً مباشراً على الإبادة الجماعية، و”يتناقض مع أدنى إحساس بالإنسانية، والحس الأخلاقي، ويتنافى مع أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وكل المواثيق التي تحرّم استخدام السلاح النووي ضد المدنيين”.وذكّرت الجهاد الإسلامي، “ما يسمّى بالمجتمع الدولي، ومؤسسات العدالة، والرأي العام الحر، بأن مثل هذه التصريحات لا يمكن ولا يجب أن تمرّ مرور الكرام”.وختمت الحركة بيانها بالتشديد على أن هذه التصريحات، رغم خطورتها، “لن تنال من صمود شعبنا الفلسطيني، ولن تزعزع إيماننا بعدالة قضيتنا التي أسقطت الكثير من الأقنعة عن الوجوه القبيحة”.