أخبار عاجلة

اليمن يهزم أمريكا : خارطة الانتصار تتجاوزُ ساحةَ المواجهة

“وقفُ إطلاق النار بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدة الأمريكية”.. هكذا وصفت الخارجيةُ العُمانية ما اعتبرته صنعاءَ “تفاهُمًا مبدئيًّا” لوقف العدوانِ الأمريكي على اليمن مقابلَ وقف استهداف السفن الأمريكية، وهو وصفٌ يحملُ ما يكفي من الوضوح والموضوعية (بالنسبة لوسيط) لتأكيد انهيار الهيمنة الأمريكية التي لم يسبق لها أن وُضعت في مقام ندية كهذا أمام دولة اعتدت عليها،على أن المقام الحقيقي للبيت الأبيض هنا هو مقام هزيمة بكل الاعتبارات، بَدءًا من اعتبارات الميدان التي ما زالت تشهد -حتى بعد الاتّفاق- بسقوطٍ تأريخي مدوٍّ للردع الأمريكي أمام اليمن، وُصُـولًا إلى الاعتبارات الجيوسياسية الكبرى مثل العلاقة بين واشنطن والعدوّ الصهيوني، والتي مثّل الانتصار اليمني هزةً تأريخيةً لها.

لم تكن السفنُ الأمريكية مستهدَفةً قبل أن تشن إدارة ترامب عدوانَها على اليمن في منتصف مارس الماضي، وكان من الواضح أن استئنافَ الإبادة الجماعية في غزة هو المحرّك الرئيس لذلك العدوان؛ بهَدفِ احتواء ردِّ الفعل اليمني، وبالتالي فَــإنَّ توقُّفَ العدوان يمثِّلُ استسلامًا أمريكيًّا واضحًا ومُهينًا؛ لأَنَّ توقف العمليات اليمنية ضد الملاحة الأمريكية ليس “إنجازًا” حقيقيًّا لإدارة ترامب، بل تراجعٌ إلى نقطة الصفر، لكن بتكلفة استراتيجية هائلة.

بعد ساعاتٍ من إعلان الاتّفاق، كشف مسؤولون أمريكيون عن أن حاملةَ الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) فقدت مقاتلةً جديدةً من طراز (إف-18) في البحر الأحمر، وقالوا: إن هجماتٍ يمنيةً استهدفت حاملةَ الطائرات يوم الثلاثاء؛ أي في اللحظات الأخيرة التي سبقت التوصل إلى وقفِ إطلاق النار.

اعترافٌ وَضَعَ مسألةَ توقُّف العدوان الأمريكي في سياقه الصحيح والواضح على المستوى الميداني، حَيثُ أوضح تمامًا أن البحرية الأمريكية خسرت المعركة، وأن القوات المسلحة اليمنية (التي كانت صاحبةَ الطلقة الأخيرة) قد جعلت مسألةَ “وقف إطلاق النار” ضرورةً ملحَّةً، وحاجة ماسَّةً بالنسبة للبيت الأبيض حتى لا تصلَ الأمورُ إلى ما هو أبعدِ من تعرُّض حاملات الطائرات للهجمات المباشرة، وفقدان المقاتلات الحربية، وتساقط الطائرات غير المأهولة، وتبخّر قيمة وهيبة القاذفات الشبحية!

لكن إيقاف هذا الانهيار العملياتي الكبير، لن يغطِّيَ على حقيقة وقوعه وما يمثّله، وهو أمرٌ من المرجح أن يتم تناوُلُه على نطاق واسع في الفترة المقبلة مع انكشافِ المزيد من المعلومات حول التكاليف الفعلية للعدوان الأمريكي الفاشل، وتفاصيل التفوُّق الكبير والصادم الذي أظهرته القواتُ المسلحةاليمنية في مواجهة التقنيات والتكتيكات والأدوات الأمريكية.

وقد بدأ ذلك بالفعل، حَيثُ نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، عن المحلِّل في “مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات” البحثية الأمريكية، “بهنام بن طالب قوله: “إن الوصولَ إلى هذه الهُدنة المثيرة للجدل لم يكن رخيصًا” مُشيرًا إلى أنه “من خلال إجبارِ الولايات المتحدة على إنفاقِ المزيد من الموارد وحتى رأس المال السياسي في الحرب، فقد أثبت اليمنيون قدرتَهم على الوقف في وجه الولايات المتحدة ودفعها نحو التوقُّف”.لقد وقع إعلانُ وقف إطلاق النار بين صنعاء والعدوّ الأمريكي كزلزالٍ داخلَ كَيانِ العدوّ الذي أكّـد مسؤولون فيه أن الإدارةَ الأمريكية لم تبلِّغْ حكومة الاحتلال بالمفاوضات ولا بالاتّفاق، وهو ما فتح البابَ أمام تناوُلات وتعليقات تحدثت بصراحةٍ عن أزمة حقيقية وغير مسبوقة في العلاقة بين الطرفين.

ووفقًا للموقع فَــإنَّ الأزمة لا تقتصر فقط على التنسيق، بل تمتد إلى الرؤى والأهداف والمصالح التي كان يُفترَضُ أن تكون مشتركة، حَيثُ أوضح التقريرُ أن “الصدمة في (إسرائيل) لم تكن فقط؛ بسَببِ حقيقة أن ترامب أبرم اتّفاقَ وقف إطلاق النار دون إبلاغ (إسرائيل)، ولكن أَيْـضًا من حقيقة أن وقفَ إطلاق النار شمل فقط هجماتٍ ضد السفن الأمريكية في البحر الأحمر، حَيثُ يبدو من تصريحات الولايات المتحدة والوسطاء العُمانيين أن الاتّفاق لا يمنع اليمنيين من الاستمرار في مهاجمة السفن الإسرائيلية أَو إطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة باتّجاه (إسرائيل)”.

عن duaa

شاهد أيضاً

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها لليوم الـ116 على التوالي

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ116 على التوالي، ولليوم الـ103 …