فتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أبواب بغداد امام رئيس النظام السوري المدان بالإرهاب احمد الشرع (أبو محمد الجولاني) بهدف الحضور الى القمة العربية المقرر اقامتها في الـ 17 من أيار المقبل، رغم الرفض الشعبي لاستقبال هكذا شخصية شاركت وساهمت مع الإرهاب سواء تنظيم القاعدة او داعش الاجرامي في سفك دماء العراقيين وارتكاب الجرائم وتهجير الأهالي من مناطقهم، إضافة الى وجود مذكرة قبض بحق هذه الشخصية الإرهابية، في وقت تعتزم فيه أوساط شعبية التظاهر والاحتجاج ضد مجيء الجولاني للعراق لحضور قمة بغداد.
ووصف الإعلامي والسياسي العراقي الأستاذ ازهر الخفاجي اعلان السوداني استضافة الإرهابي أبو محمد الجولاني : بان هذه الدعوة تشكل انتحارا سياسيا للسوداني .. وجهل كبير بمشاعر العراقيين تجاه هذا الإرهابي الذي كان يمثل الساعد الأيمن لزعيم تنظيم القاعدة في العراق الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي .
وأضاف الأستاذ الخفاجي : ان هذا الإعلان عن استضافة السوداني في العراق يكشف كيف ان السوداني ومستشاريه بعيدون كل البعد عن الشارع العراقي واظهر مدى ضعفهم امام الضغوط الخارجية او في الحد الادني اظهر مدي قصورهم عن اتخاذ القرارات بما يتسق والثوابت الوطنية المواقف الحاسمة التي يجب ان تراعى دائما في التعامل مع شخصيات من هذا المستوى من التورط والانغماس في ارتكاب المجازر بحق العراقيين وبحق السوريين أيضا ..
وأضاف الأستاذ ازهر الخفاجي اذا كانت ذاكرة السوداني وذاكرة مستشاريه عاجزة عن استذكار مسلسل المجازر التي ارتكبها الجولاني حتى بات الإرهاب يرقم واحد على قائمة الإرهاب في دول العالم .. فكبف سمح السوداني لنفسه ومستشاروه ان ينسوا جرائم الجولاني الأخيرة عندما اصدر أوامره وهو في قصر الرئاسة في دمشق الشهر الماضي ايدعو الى ارتكاب المجازر بحق اتباع الامام علي عليه السلام من اخوتنا العلويين في اللاذقية وفي حمص وحلب حيث ابيدت عوائل كاملة وتم حرق اعداد كبيرة منهم وهم احياء.
ووجه الأستاذ ازهر الخفاجي السؤال الى السيد السوداني ومستشاريه .. قائلا : عندما تم الاتفاق على توجيه الدعوة الى الجولاني هل تذكرتم هذه الجرائم .. ام لم تتذكروها ؟
فاذا كنتم على علم بهده الجرائم الأخيرة للجلولاني بحق اتباع امير المؤمنين في الساحل السوري وعلى علم بتورطه بالتفجيرات الإرهابية التي نفذها في العراق .. واتخذتم قرار استضافته في العراق فهذا يعني تجاهلا متعمدا منكم لدماء اتباع الامام علي التي سفكت في سوريا والعراق … وهذا يعني ان السوداني لايحق ان يدعي انه يمثل الشعب العراقي .
وأضاف الأستاذ الخفاجي قائلا : اما اذا كان السوداني ومستشاروه قد نسوا كل تلك الجرائم فهذا اعلان ضمني انه السوداني لا يستحق ان يكون في هذا المنصب مرة أخرى خاصة وان الجولاني سيجلب معه في الوفد المرافق قادة ارهبيون تم تسليمهم مناصب وزارية حيث تضم حكومته ثمانية عشر وزيرا كلهم من قيادات الجماعات الإرهابية في سوريا .
وختم الأستاذ الخفاجي تصريحه قائلا : ان افضل تعليق مختصر على اعلان السوداني هذه الدعوة : انه انتحار سياسي بامتياز وخسارة مؤلمة لما كان يتوقع ان يحصده من أصوات في العملية الانتخابية المقبلة .
وعلي صعيد متصل قال رئيس الهيئة التنظيمية للحراك الشعبي للحزام والطريق حسين الكرعاوي، ان “هناك حاجة ماسة لتحرك القضاء العراق نحو تفعيل مذكرة القاء القبض على الارهابي احمد الشرع المسمى لـ (أبو محمد الجولاني) فور دخوله الأراضي العراقية، حيث ان أبناء الشعب العراقي وخصوصا ذوو الضحايا والمتضررون سيخرجون بتظاهرات عارمة واحتجاجات شعبية لرفض وجود الجولاني في الأراضي العراقية لحضور القمة العربية بدعوة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”، مبينا ان “التظاهرات ستنطلق قبل وبعد واثناء تواجد الجولاني في العراق، حيث ستتوجه حشود أبناء الشهداء وضحايا الإرهاب للتظاهر ضد هذا الحضور، خصوصا ان هكذا قمة ستقام على حساب الدماء العراقية”.
من جانب اخر، اكد عضو تحالف الأنبار المتحد محمد الضاري , أن “حكومة الجولاني تضم 18 قيادياً في تنظيمات إرهابية، وأن زيارته إلى بغداد جزء من مخطط أمريكي – صهيوني يهدف إلى إعادة تفعيل نشاط هذه المجاميع في العراق، ضمن مسلسل تصدير الإرهاب من سوريا، حيث ان الدعوة أثارت غضباً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، حيث اعتُبرت استهانة بالدم العراقي وتمهيداً لعودة الإرهابيين بتخطيط خارجي، كما ان الولايات المتحدة مارست ضغوطاً كبيرة على حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لاستقبال الجولاني، رغم معارضة معظم المسؤولين العراقيين لهذه الخطوة التي قد تدفع البلاد إلى منزلق خطير”.
على صعيد متصل أكدت النائبة زهرة البجاري,إن “أبو محمد الجولاني لا يزال متهماً بملفات إرهاب ثقيلة، وهو المسؤول المباشر عن مقتل آلاف المدنيين العراقيين جراء نشاطه الإجرامي خلال سنوات الإرهاب الدموي، والعراق لن ينسى من سفك دماء أبنائه وتسبب بمآسٍ لا تُنسى، حيث ان الجولاني، وعلى الرغم من محاولته الظهور بمظهر القائد السياسي، إلا أن عقليته الإرهابية ما تزال تتحكم بتحركاته وأهدافه، وهو يتحرك ضمن بيئة سورية تعاني من فوضى أمنية وسياسية، ما يجعلها حاضنة مثالية لعودة الإرهاب مجدداً”، لافتة الى ان “صمت المجتمع الدولي إزاء تحركات شخصيات إرهابية كالجولاني، قد يعيد العراق إلى أجواء العنف والفوضى”، مشددة على ضرورة اتخاذ موقف عراقي ودولي حازم لمنع عودة الإرهاب بوجوه جديدة.