صاروخان وطائرة مسيرة، أُطلقت من اليمن مساء الأحد، تسببت في إفساد أجواء “عيد الفصح اليهودي” داخل الكيان الإسرائيلي.فقد عاش المستوطنون ساعات من الرعب وسط تفعيل صافرات الإنذار واللجوء الجماعي للهروب إلى الملاجئ، في مشهد اعتاد العالم مشاهدته للهروب الجماعي لليهود نحو الملاجئ، وفي ضربة جديدة للهيبة الأمنية الإسرائيلية.
ورغم كثافة الحملة الأمريكية ضد اليمن، حيث اشتراطات واشنطن وقف قصفها لليمن مقابل كف صنعاء حصار موانئ الاحتلال الإسرائيلي، ووقف استهداف الداخل الإسرائيلي بالصواريخ، إلا أن اليمن، تقدم مشهد بسالة وتحدٍ للعدوان غير مسبوق. فقد كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أن “(أنصار الله) أطلقوا ما لا يقل عن 20 صاروخاً باليستياً باتجاه إسرائيل منذ استئناف الحرب على غزة”، في مؤشر واضح على اتساع نطاق المواجهة وتصدع الردع الإسرائيلي في أكثر من جبهة.
لقد فجّر هجوم صنعاء موجة غضب عارمة في أوساط الإسرائيليين، في أجواء عيد الفصح اليهودي، ووجهت سهام الانتقاد مباشرة نحو رئيس وزراء الاحتلال “نتنياهو”، حيث اتُهم بالفشل الذريع في تحقيق الأمن لقطعان المستوطنين.
أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، علق بلهجة ساخرة على ما حدث في إسرائيل عشية العيد اليهودي: “في عيد الفصح… صواريخ من غزة واليمن، ملايين في الملاجئ، و59 مخطوفاً ما يزالون في أنفاق حماس.. هذا هو النصر المطلق الذي تحدث عنه رئيس وزراء 7 أكتوبر”.
يصور يائير غولان، رئيس حزب “ديمقراطيون” الصهيوني المعارض، مشهد عيد الفصح في أثناء وصول صواريخ اليمن إلى كيان الاحتلال، فيعترف في البدء أن صواريخ اليمن أفشلت عيد الفصح بالكامل، وفي منشور له على منصة “إكس” يقدم صورة مختزلة تقول إن: “الدولة (كيان الاحتلال) كلها في الملاجئ، صافرات إنذار، قصف، ورعب.. و59 مخطوفًا في غزة، بينما حماس ما تزال تحكم القطاع. فشل نتنياهو واضح، فلا أمن في الشوارع ولا على الحدود”.
ومع تواصل الضربات الباليستية طويلة المدى، تثبت صنعاء قدرتها على كسر الحصار وتوسيع رقعة الاشتباك، في إنجاز استراتيجي يعكس صلابة موقفها وتحولها إلى رقم فاعل في معادلات الصراع الإقليمي دفاعًا عن القضية الفلسطينية.
ومن جديد يعود الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، الأحد، موجهًا رسائل هامة لليمن، ثمَّن فيها إسناد غزة والوفاء لفلسطين والأقصى.و قال أبو عبيدة في تصريح مقتضب: “ما يزال إخوان الصدق في اليمن يصرّون على شلّ قلب الكيان الصهيوني وقوفًا إلى جانب غزة التي تتعرض لحرب إبادة شعواء”. وأضاف: “إخوان الصدق في اليمن يدفعون ضريبةً باهظةً من دمائهم العزيزة ومقدرات بلدهم الشقيق جراء هذا الوفاء لفلسطين والأقصى… وأن فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة للشعب اليمني إلى جانبهم”.
وكان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية قد أعلن في بيان تنفيذ القوة الصاروخية التابعة للقوات المسلحة اليمنية عمليةً عسكريةً نوعية، بصاروخين باليستيين أحدهما فرط صوتيٍّ من نوع فلسطين 2، استهدف قاعدة “سدوت ميخا” في منطقة شرق أسدود المحتلة وهي قاعدة صاروخية لإطلاق صواريخ “أريحا” وبطاريات صواريخ حيتس. والصاروخ الآخر نوع “ذو الفقار” استهدف مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة. إلى جانب تنفيذ سلاح الجو المسير عمليةً عسكريةً استهدفت هدفاً حيوياً للعدو الإسرائيلي في منطقة عسقلان المحتلة وذلك بطائرة مسيرة. حيث حققت العمليتان أهدافهما بنجاح، وتسببتا بإغلاق مطار بن غوريون قرابة الساعة، وأحدثتا حالةً من الهلع والإرباك في صفوف المستوطنين، وأجبرت الملايين منهم على دخول الملاجئ.