تواصل قوات الاحتلال “الإسرائيلي” عدوانها الواسع على قطاع غزة لليوم الـ26، بعدما تراجع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عن اتفاق وقف إطلاق النار، مستندًا إلى دعم أميركي سياسي وعسكري، وسط صمت دولي وخذلان غير مسبوق.
وارتكبت قوات الاحتلال المزيد من جرائم الإبادة الجماعية والمجازر بحق المدنيين والنازحين والعائلات الفلسطينية؛ ما رفع محصلة الشهداء منذ 18 آذار الماضي إلى 1522 مدنيًا، بينما أصيب 3834 آخرون بجروح متفاوتة.
وأفادت معطيات فلسطينية رسمية، صادرة عن وزارة الصحة، بأن 50 ألفًا و886 مواطنًا مدنيًا ارتقوا شهداء، وأصيب 115 ألفًا و857 آخرون بجروح متفاوتة؛ بينها خطيرة وخطيرة جدًا، منذ الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأصيب عدد من المواطنين غالبيتهم من الأطفال، جراء استهداف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي بخان يونس جنوبي قطاع غزّة.
كما أصيب عدد من المواطنين غالبيتهم من الأطفال جراء قصف طيران الاحتلال منزلًا في شارع النخيل بحي التفاح شمال شرق مدينة غزّة.وقصفت طائرات الاحتلال منطقة “العطار” غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
أيضًا، استشهد مواطن (52 عامًا) في القصف الذي استهدف خيمة تؤوي نازحين غربي مدينة خان يونس.وشنّت المقاتلات الحربية “الإسرائيلية” غارة على منطقة قيزان النجار قرب الهابي ستي جنوب خان يونس.
الى ذلك أدانت بلدية رفح بشدّة إعلان وزير الحرب الصهيوني إسرائيل كاتس عن ضمّ المنطقة الممتدّة بين طريق موراج ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا)، والتي تمثّل كامل مساحة محافظة رفح، إلى ما يُسمى “المنطقة الأمنية”.
وقالت بلدية رفح، في بيان السبت 12 نيسان/أبريل 2025، إن “هذا القرار الأحادي الجانب يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية التي تؤكّد على حرمة الأراضي الفلسطينية المحتلة وحقوق شعبنا الوطنية”.
وأكدت أن “هذا الإعلان الباطل لا يغيّر من حقيقة أن مدينة رفح، بكل شبر فيها، جزءٌ لا يتجزّأ من الأرض الفلسطينية، وستبقى كذلك إلى الأبد راسخة بأهلها وصامدة في وجه كل محاولات التهجير والتغيير القسري”.
وشدّدت على أن “فرض الوقائع بالقوّة لن يصنع شرعية، ولن يحقّق أمنًا مُستدامًا، بل يفاقم معاناة المدنيين ويزيد من حال عدم الاستقرار”.ودعت المجتمع الدولي إلى “تحمُّل مسؤولياته القانونية والإنسانية” وإلى “التحرُّك العاجل لوقف السياسات العدوانية التي تستهدف السكان المدنيين وتهدّد بتوسيع دائرة الصراع”.
وكان كاتس قد أعلن، في بيان السبت، عن أنّ “الجيش “الإسرائيلي” سيطر على الممر البري الرئيس في جنوب قطاع غزة، وحوّل رفح فعلًا” لما سمّاها كاتس “المنطقة الأمنية الإسرائيلية”.
وأضاف كاتس أنّ “ممر نتساريم الواقع في وسط قطاع غزة بات قيد التوسيع مع الاستيلاء على المزيد من الأراضي”.وأشار إلى أنّ “العمليات العسكرية للجيش “الإسرائيلي” ستتوسّع “قريبًا وبقوّة” لتشمل مناطق أخرى في معظم القطاع”.
بالموازاة، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، اقتراب غزّة من “الجوع الشديد للغاية” فيما شارفت الإمدادات الأساسية في القطاع على النفاد، جراء الحصار “الإسرائيلي” المتواصل وإغلاق المعابر منذ 2 آذار/ مارس الماضي.
وقالت مديرة الإعلام والتواصل في “الأونروا” جولييت توما، في بيان صحفي: “مع استمرار حصار السلطات “الإسرائيلية” على غزّة لأكثر من 6 أسابيع، كلّ الإمدادات الأساسية على وشك النفاد”.
وأوضحت توما، أنّ “نفاد الإمدادات الأساسية يترافق مع “ارتفاع كبير في أسعار” البضائع المتوفر بغزّة خلال الشهر الماضي، منذ أن فرضت “إسرائيل” حصارها على القطاع، هذا يعني أن الرضع والأطفال ينامون جائعين”.
وأكدت توما، أن قطاع غزّة من دون “هذه الإمدادات الأساسية، يقترب كلّ يوم من الجوع الشديد للغاية”، مطالبة بضرورة الاستئناف الفوري لوقف إطلاق النار بغزّة، ورفع الحصار والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية والتجارية من دون عوائق.
ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي، تغلق قوات الاحتلال معابر قطاع غزّة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق للأوضاع الإنسانية.