دان حزب الله دعوة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى تهجير أهل غزة إلى خارج فلسطين المحتلة، مؤكداً أنّ الاحتلال الإسرائيلي “لن يأخذ في السلم ما لم يأخذه في الحرب، تحت شعارات خبيثة حمقاء، تريد أن تستغبي شعوب العالم، عبر ادّعاء الحرص على أن ينعم أهل القطاع بحياة أفضل خارجه”.
وأعرب حزب الله، في بيان أصدره الجمعة، عن “إيمانه المطلق بأنّ من أحبط حرب الإبادة سيحبط حرب الاقتلاع العنصرية”، مضيفاً أنّ “ترامب، ومن معه، سيدركون أنّ هذه الأرض لا يمكن أن تخضع لإملاءات الجنون الأميركي”.
وأضاف أنّ كل المخلصين في العالمين العربي والإسلامي، وفي كل العالم، “سيقفون صفاً واحداً لإعلاء الصوت وإحباط المؤامرة، ولن يسمحوا تحت أي ظرف بأن يصبح مصير الشعب الفلسطيني تحت رحمة الهوس الصهيو – أميركي عبر الاستيلاء على البلاد واستعباد الشعوب وتقرير مصيرها”.
ودعا حزب الله الدول العربية والإسلامية إلى “اتخاذ مواقف عملية لمواجهة هذا المشروع الاحتلالي”، محذراً من أنّ ما ينتظر بلدانها، نتيجة ما يسعى له ترامب، هو “مصير أسود، لن يُبقي ولن يذر”، ولن يُبقي لها استقلالاً ولا ثروات ولا شعوباً.وحذّر حزب الله أيضاً من أنّ أي تهاون في المواجهة “سيمهّد الطريق لعملية طرد منظمة لكل أهالي الضفة الغربية، ولكل الشعب الفلسطيني (لاحقاً) في الأراضي المحتلة عام 1948، وتحقيق الحلم التوراتي والأحلام الصهيو – أميركية، في الاستيلاء على فلسطين كلها”.ووصف حزب الله مشروع ترامب بـ”الخطير”، مؤكداً أنّه “عكس المنطق والطبيعة، ويؤشر على طبيعة التآمر وحجمه على الشعب الفلسطيني، في هذه المرحلة”.ورأى الحزب أنّ دعوة ترامب إلى تهجير الغزيين تمثّل “تعبيراً جلياً وترجمةً للفكر العنصري الإلغائي الفاشي، الذي يهدّد الإنسانية جمعاء، في صميم قيمها، وعلى رأسها حق الشعوب في أوطانها وأراضيها”.
وشدّد حزب الله على أنّ هذا الحق “بديهي، وأقرته كل المواثيق والأعراف، ولا يمكن سلبه أو التطاول عليه أو التنازل عنه، عبر القوة والإرغام، في أي شكل من الأشكال”.وأضاف أنّ “الاستعلاء، المقرون بجنون العظمة، جعل ترامب وإدارته يظنان أنّ مسار تأسيس دولته الأسود، القائم على الإبادة المنظمة لشعب القارة الأصلي وإحلال المستوطنين مكانهم، قابل لإعادة التصدير في هذه الحقبة، عبر اقتلاع أهل الأرض الفلسطينيين، ومنحها للصهاينة”.
وأشار حزب الله إلى أنّ ذلك يأتي “بعد عجز آلة الحرب الأميركية – الإسرائيلية، مدعومةً بالمنظومة الغربية، عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني وعزيمته، في ملحمة قلّ نظيرها في العصر الحديث، بحيث أثبتت المقاومة في غزة وشعبها أنّهما عصيان على كل مشاريع الاقتلاع والتهجير”.
من جانبها دانت حركة حماس بأشد العبارات تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية إلى احتلال الولايات المتحدة الأميركية قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني منه، وعبّرت عن رفضها المطلق له.وأكدت حماس أن تلك التصريحات عدائية للشعب الفلسطيني وقضيته، ولن تخدم الاستقرار في المنطقة، وستصبّ الزيت على النار، مضيفةً: “نؤكد أننا وشعبنا الفلسطيني وقواه الحية لن نسمح لأي دولة في العالم احتلال أرضنا أو فرض الوصاية على شعبنا الفلسطيني العظيم الذي قدّم أنهاراً من الدماء لتحرير أرضنا من الاحتلال ولإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس”.ودعت الإدارة الأميركية والرئيس ترامب إلى التراجع عن تلك التصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني في أرضه.ودعت أيضاً جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى الانعقاد العاجل لمتابعة تلك التصريحات الخطيرة، واتخاذ موقف حازم وتاريخي يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية، وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.