أخبار عاجلة

عقوبات وتصنيفات.. سلاح واشنطن العاجز في مواجهة اليمن

بعد يومين فقط من تولّيه منصبه الرئاسي في 20 يناير/كانون الثاني، سارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إدراج حركة “أنصار الله”في اليمن ضمن ما يسمى قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”، مؤكدًا أنه سيوجه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى قطع علاقتها مع أي كيانات قدّمت مدفوعات للحركة.

وفي بيان رسمي، برر البيت الأبيض هذا القرار بالقول إن أنشطة حركة “أنصار الله” تشكل تهديدًا لأمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، كما تعرّض أقرب حلفاء واشنطن الإقليميين واستقرار التجارة العالمية للخطر، بحسب تعبيره.

يأتي هذا القرار في سياق حرب المصطلحات التي تخوضها واشنطن، حيث تستخدم مفهوم “الإرهاب” لتبرير تدخلاتها وتحقيق أهدافها، في حين أن الإرهاب الحقيقي ينبع من الغرب وثقافته التي تعمل على مسخ القيم والمبادئ.

وسائل إعلام ومراكز أبحاث أميركية أكدت أن قرار إدارة ترامب تصنيف “أنصار الله” منظمةً إرهابيةً يأتي امتدادًا لمسار الفشل الأميركي في مواجهة اليمن، لا سيما في معركة البحر الأحمر.

موقع “مينت برس” الأميركي حذّر من أن هذا القرار قد يدفع الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع اليمن، وهو تصعيد خاطئ، حيث لم تفلح الضغوط السياسية والعسكرية السابقة في ردع صنعاء.

وتحت عنوان “حربٌ لأجل أمريكا أم لإسرائيل؟“، نشر الموقع تقريرًا جاء فيه أن “الرئيس دونالد ترامب وقّع أمرًا تنفيذيًا يعيد تصنيف جماعة أنصار الله في اليمن باعتبارها منظمة إرهابية أجنبية، وتعهد بتفكيك قدرات الجماعة، وهو القرار الذي بدا متناقضًا مع موقفه المعلن المناهض للتدخل وخطاب (أميركا أولًا)”.

ووفقًا للتقرير، فإن “المنتقدين يقولون إن هذه الخطوة تضع الولايات المتحدة فعليًا على مسار نحو حرب مباشرة مع اليمن، وهي خطوة يفسرها كثيرون على أنها تتماشى مع مصالح إسرائيل أكثر من مصالح الولايات المتحدة”.

في هذا السياق، يتساءل تقرير نشره مؤخرًا موقع معهد كوينسي الأمريكي للأبحاث عما إذا كانت “إدارة ترامب تقوم بتكرار إخفاقات بايدن في التعامل مع أنصار الله”، مشيرًا إلى أن ترامب، الذي يسعى لتصوير نفسه أكثر صرامة من خلال هذا التصنيف، قد يواجه عواقب وخيمة، حيث يعتبر المعهد أن “التصعيد ضد اليمن سيكون خطوة كارثية”.وأضاف المعهد أن اليمنيين “لم يتراجعوا بعد أكثر من عام من العمل العسكري الأمريكي، ومن غير المرجح أن يتغير رد فعلهم بشكل ملحوظ بعد تولي ترامب منصبه”.

تجلى هذا المأزق أيضًا في تصريحات نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، براد كوبر، نهاية الأسبوع الماضي، حول تعرض المدمرة الأمريكية “يو إس إس ستوكديل” لهجوم وصفه بـ “المعقد والمتطور والمنسق” في نوفمبر /تشرين الثاني الماضي. وأوضح كوبر أن المدمرة أطلقت صواريخ (إس إم-6) التي تتجاوز تكلفة الواحد منها 4 ملايين دولار للتصدي للهجوم، لكنها فشلت في اكتشاف طائرة مسيرة يمنية، واضطرت لاستخدام “المدفع” لمواجهتها. مما يعني أن الطائرة وصلت إلى مسافة قريبة جدًا من المدمرة، إن لم تكن قد أصابتها بالفعل. كما أضاف أن شظايا اصطدام الصواريخ الاعتراضية بالصواريخ اليمنية تسببت في إطلاق صواريخ اعتراضية أخرى.

هذه الحادثة تكشف بوضوح عن أن المأزق الذي واجهته الولايات المتحدة في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية لغزة لا يتعلق بنقص الضغوط السياسية والاقتصادية أو تقنيات وأدوات عسكرية يمكن تعويضها بخطوات مثل قرار “التصنيف”. بل يكمن في عجز جميع أدوات الضغط والتقنيات الأمريكية عن تحقيق أي تأثير ملموس على قدرات وقرار صنعاء، وهو أمر لا يزال مستمرًا حتى اليوم.

وعليه يمثل القرار الأميركي بإعادة تصنيف “أنصار الله” كمنظمة إرهابية امتدادًا لاستراتيجية الفشل في كبح صعود اليمن كقوة فاعلة في معادلات الصراع الإقليمي. وبينما تحاول واشنطن فرض واقع جديد عبر العقوبات والتصنيفات، يثبت الميدان أن صنعاء تجاوزت هذه الأساليب، وفرضت معادلات ردع غيرت موازين القوى. إن رهان القوى الاستعمارية على كسر إرادة الشعوب الحرة بات خاسرًا، وما يجري اليوم يؤكد أن محور المقاومة، وفي القلب منه اليمن، لم يعد مجرد لاعب إقليمي، بل قوة استراتيجية تفرض حساباتها على الجميع.

عن duaa

شاهد أيضاً

عميد أسرى الفلسطينيين : سيتم إبعادي لخارج الوطن بعد الإفراج عني بعد 45 عاما في السجون

كشفت مصادر عائلية موعد الإفراج عن عميد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي و”أقدم أسير …