حرب إبادة في الضفة عبر زيادة وشرعنة البؤر الاستيطانية

يشن الاحتلال الإسرائيلي حببا على قطاع غزة ويواصل العمل بشكل دؤوب على إقامة وشرعنة بؤر استيطانية تشكل حائلاً دون إقامة الدولة الفلسطينية.

وفيما يقوم الاحتلال بحرب إبادة للفلسطينيين في غزة يقوم في الضفة الغربية حرب إبادة أيضا عنوانها زيادة الاستيطان عبر شرعنة البؤر الاستيطانية وزيادة بؤر أخرى، وتمدد في مستوطنات مقامة أصلاً، وميزانيات جديدة للاستيطان تضاف إلى ميزانيات الحرب من قبل وزير المالية المستوطن سموتريج.
243 بؤرة استيطانية و 199 مستوطنة في الضفة الغربية والقدس المحتلة.. مما يعني أن بين المدينة والمدينة الفلسطينية يوجد عشرات المستوطنات، وبين البلدة والأخرى توجد بؤرة استيطانية.. والخرائط توضح الصورة بشكل أفضل.
ولفت منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة إلى ان: “التخوفات تكون عندما تنتهي الحرب ونعود إلى الضفة الغربية.. لكن لا نعود إليها كما عهدناها.. بمعنى أن هناك منظومة جديدة على الأرض يجب علينا التعامل معها: طرق لا نستطيع الدخول إليها، وبالتالي نحن نحشر في موضوعة الكانتونات، وأيضا ما يجري في مناطق C من عمليات تهجير.. حتى الآن حوالي 17 موقعا تم تهجيرها، وتم الاستيلاء على عشرات آلاف الدونمات.”
بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يرفع شعار أما أنا أو الدولة الفلسطينية في الضفة والقدس.. والحقيقة أن الرجل يحاول أن يحصر منع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لنفسه، والواقع أن أياً من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم يكن يوما في ذهنها أن تمنح للفلسطينيين الدولة المستقلة، وقمة اليساريين في تل أبيب يرون أن هذا الخيار يجب أن يشطب من عقول الفلسطينيين.
ويقول أستاذ الإعلام في جامعة القدس أحمد رفيق عوض إن: “نفس الحرب التي تجري ضد الفلسطينيين في غزة من خلال التهجير والتدمير.. نسفها بالضبط التي تجري في الضفة الغربية أيضا من خلال التهجير الديموغرافي والهندسة الديموغرافية، بالإضافة إلى تفكيك السلطة الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني.
الاحتلال حسم أمر الضفة، مسبقا لكن الحرب على غزة أعطته فرصة للعمل دون أن ينتبة أحد.. فالمشروع الاستيطاني في الضفة الغربية لم يعد مشروعا للسيطرة على الأرض ومقدراتها فقط وإنما انتقل إلى مرحلة جديدة وهي تهجير الفلسطينيين وطردهم من أرضهم.